Fares Alhak المدير العام
اللقب : فارس الحق عدد المساهمات : 1261 تاريخ التسجيل : 25/11/2011 الموقع : www.bostan.alafdal.net العمر : 25 الدولة : الأوسمه : الأوسمه 2 : أوسمة 3 :
| موضوع: سقوط الدوله السعوديه الاولى { الدرعيه} الثلاثاء مايو 29, 2012 8:53 pm | |
| في نيسان (إبريل)1818م جرى المشهد الأخير من فاجعة الدولة السعودية الأولى . فقد بدأت معركة الدرعية . ومع أن واحات ومدن نجد سقطت الواحدة تلو الأخرى في يد الغازي المصري ، إلا أنه كان في كل منها وهابيون راسخو العقيدة رفضوا حتى فكرة التعايش سلميا مع (المشركين) وظلوا مخلصين حتى النهاية لآل سعود . وتقاطروا على الدرعية للمشاركة في المعركة الأخيرة . وواجهت القوات المصرية فصائل من العاصمة والواحات الأخرى في وسط الجزيرة . وقادها ثلاثة من أشقاء عبدالله ، وهم فيصل وإبراهيم وفهد . وكانت في الدرعية قوات من منفوحة بقيادة العقيد الشجاع عبدالله بن مزروع وكذلك فصائل من حريق وسدير . وكان كهول من سكان العاصمة يدافعون عن مراكز الأسناد الصغيرة . وكانت هناك مفارز تحت قيادة أبناء آل سعود وأفراد عائلة آل معمر وغيرهم من القادة البارزين . وكان تحت أمرة إبراهيم باشا حوالي ألفين من الخيالة و4300 من الجند الألبان والأتراك و1300 من الخيالة المغاربة و150 من المدفعيين ومعهم خمسة عشر مدفعا وكذلك 20 من المختصين بالبنادق و11 من المختصين بالقذائف .
كانت واحة الدرعية تمتد لعدة كيلومترات بشكل خط على طول وادي حنيفة . وتتكون المدينة نفسها والواحة من عدة نزل متلاصقة . وتطل على المنطقة قلعة الطريف ومسجدها ومختلف المباني التابعة لها . وهي محمية بصخرة جبلية عالية من جهة وبقناة من الجهة الأخرى .
بدأ إبراهيم هجومه ببطء على طول الوادي . وبعد المناوشات الأولى مع العدو ترك المترددون عبدالله وانتقلوا إلى إبراهيم وزودوه بمعلومات عن الوضع في المدينة . وكان تفوق المصريين في المدفعية قد مكنهم من تدمير تحصينات الوهابيين ، وكان المهاجمون يحمون أنفسهم من الهجمات المباغتة ببناء الطوابي على النمط الأوروبي هنا كما فعلوا في السابق . ومرت لحظة خيل فيها للوهابيين أنهم سينتزعون النصر . فقد انفجر مستودع البارود الرئيسي عند إبراهيم وتوجه الوهابيون في هجوم سريع ولكنه أخفق .
كان توارد الأغذية والذخيرة والإمدادات على إبراهيم طوال الوقت قد أمن النجاح لزحفه البطيء . وكان المرضى والجرحى من قوات إبراهيم ينقلون إلى مستشفى أنشئ في شقراء . وكانوا يتماثلون إلى الشفاء هناك أحيانا ويعودون إلى صف المقاتلين . وأرغم إبراهيم الأمراء الذين التحقوا به على أن يرسلوا إلى الدرعية محاربين يقاتلون تحت ألويته . وكان جنود جدد يحتلون مواقع الجنود القتلى من أفراد قوات إبراهيم في حين كان صفوف المدافعين عن الدرعية تتضاءل . وكان من أسباب ذلك تقصي الأغذية في الواحة . وغدت حالة الوهابيين ميئوسا منها . وتكررت حالات الفرار . وفي مطلع أيلول (سبتمبر) بدأ الهجوم العام على المدينة . واحتمى عبدالله وقسم من أقربائه في قلعة الطريف . وفي 9 أيلول أقدم عبدالله على المفاوضات بعد أن أدرك أن كل شيء قد ضاع . وتوجه إلى معسكر المصريين عمه عبدالله بن عبدالعزيز وعلي ابن الشيخ محمد بن عبدالوهاب وكذلك محمد بن مشاري بن معمر . وطالبهم إبراهيم باشا بالاستسلام . واتفق مبعوثو عبدالله معه على الاستسلام بشروط مشرفة لسكان واحة الدرعية الذي كانوا لايزالون يقاومون . وقاتل عبدالله ومحاربوه المرابطون فيالقلعة قتالا باسلا يومين آخرين . وأوصل إبراهيم إلى منطقة القلعة كل مدفعيته . وفي 11 أيلول استسلم عبدالله .
وانتهت ستة أشهر من المعارك الطاحنة . وفقد السعوديون أثناء تلك المعارك زهاء عشرين من أقرباء الإمام بمن فيهم ثلاثة من إخوانه . وقدر ابن بشر الخسائر العامة للوهابيين برقم صغير يثير التساؤلات ، وهو 1300 شخص ، بينما يقول أن خسائر إبراهيم في معركة الدرعية حوالي 10 آلاف . وأفاد إبراهيم في رسائله إلى القاهرة والاستانة بأن الوهابيين خسروا 14 ألفا من القتلى و6 آلاف من الأسرى ، ومن بين الغنائم 60 مدفعا . وبمناسبة احتلال الدرعية جرت في القاهرة في تشرين الأول (أكتوبر) 1818 احتفالات بهيجة أطلقت فيها نيران المدافع وأجريت الألعاب النارية وكان الناس يسرحون ويمرحون . وعلى أثر ذلك أعرب السلطان عن ارتياحه العميق عندما بلغه نبأ هزيمة (أعداء الإسلام) وأعرب شاه إيران في رسالة إلى محمد علي باشا عن تنميته لدحر الوهابيين .
نقل عبدالله عن طريق القاهرة إلى الاستانة بصحبة إثنين من المقربين إليه في مطلع كانون الأول (ديسمبر) . وأفادت السفارة الروسية من الاستانة : (في الأسبوع الماضي قطعت رؤوس زعيم الوهابيين ووزيره وإمامه الذين أسروا في الدرعية ونقلوا إلى العاصمة مؤخرا . وبغية إضفاء المزيد من الفخفخة على الانتصار على ألد أعداء المدينتين اللتين تعتبران مهد الإسلام أمر السلطان في هذا اليوم بعقد المجلس في القصر القديم في العاصمة . وأحضروا إلى القصر الأسرى الثلاثة مقيدين بسلاسل ثقيلة ومحاطين بجمهور من المتفرجين . وبعد المراسيم أمر السلطان بإعدامهم . قطعت رقبة الزعيم أمام البوابة الرئيسية للقديسة صوفيا ، وقطعت رقبة الوزير أمام مدخل اسراي وقطعت رقبة الثالث في أحد الأسواق الرئيسية في العاصمة . وعرضت جثتهم ورؤوسها تحت الإبط ... وبعد ثلاثة أيام القوا بها إلى البحر . وأمر صاحب الجلالة بأداء الصلاة عمومية شكرا لله على انتصار سلاح السلطان وعلى إبادة الطائفة التي خربت مكة والمدينة ونشرت الذعر في قلوب الحجاج المسلمين وعرضتهم للخطر . | |
|